الجزائريون يردون على خطاب تبون: “واش دخلنا حنا في الصحراء… هضر لينا على مشاكلنا”
هبة بريس-يوسف أقضاض
أثار خطاب الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أمام البرلمان جدلاً واسعاً في منصات التواصل الاجتماعي، حيث تناول فيه قضية الصحراء المغربية. هذا الخطاب الذي لم يتطرق إلى مشاكل الشعب الجزائري بشكل جاد، أشعل غضب العديد من المواطنين الذين عبروا عن استيائهم من تهميش قضاياهم اليومية.
تجاهل الأوضاع الاجتماعية:
لقد طالب الجزائريون في الآونة الأخيرة بتوضيح حول كيفية تعامل الحكومة مع الأزمات الاجتماعية التي يواجهونها، مثل تدهور مستوى المعيشة وارتفاع معدلات البطالة والفقر. بدلاً من ذلك، ركز الرئيس الجزائري على قضايا خارجية، وهو ما جعل المواطنين يشعرون أن مشكلاتهم الداخلية تم تجاهلها بالكامل. في هذا السياق، رأى الكثيرون أن الرئيس تبون فشل في تقديم حلول ملموسة للأزمات التي يعانون منها.
الاحتقان الاجتماعي:
مواطنو الجزائر يعانون من احتقان اجتماعي متزايد بسبب الوضع الاقتصادي المتردي. ارتفاع الأسعار، البطالة المستشرية، وتدهور الخدمات العامة جعل العديد من الجزائريين يوجهون اللوم إلى النظام الحالي. من هنا، بدأت تظهر دعوات شعبية تطالب بإصلاحات حقيقية، حيث تصاعدت الأصوات المناهضة في الشارع ووسائل التواصل الاجتماعي، مطالبين بتحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية.
الإنفاق على قضية الصحراء:
انتقد العديد من الجزائريين ما وصفوه بتبذير الحكومة لأموال الشعب على دعم جبهة البوليساريو، في وقت يعاني فيه المواطن من صعوبات اقتصادية. وتعتبر هذه السياسات إهداراً للموارد في قضايا لا تمس حياة المواطن الجزائري بشكل مباشر. هذا التوجه دفع الكثيرين إلى التساؤل: “لماذا لا يتم تخصيص هذه الأموال لحل مشاكلنا الداخلية؟”.
الرد الشعبي: هاشتاغ “مانيش راضي”:
تصاعدت الحملة الشعبية في الجزائر تحت هاشتاغ “مانيش راضي”، الذي أصبح صوتاً يعبر عن استياء الشعب الجزائري من النظام الحاكم. هذا الهاشتاغ يشهد دعمًا متزايدًا من قبل المواطنين الذين يطالبون بتغيير حقيقي على جميع الأصعدة السياسية والاجتماعية. تعتبر هذه الحملة رد فعل قوي ضد سياسات الحكومة، خاصة فيما يتعلق بالإنفاق على القضايا الخارجية على حساب تحسين الظروف المعيشية الداخلية.
إن الخطاب الأخير للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قد أعاد فتح الجروح القديمة التي يعاني منها المواطن الجزائري. بينما يتوجه النظام نحو قضايا خارجية، يبقى الشعب يطالب بحلول ملموسة لمشاكلهم اليومية.
هذا الاحتقان الاجتماعي والاقتصادي يثير تساؤلات حول أولويات الحكومة ومستقبل البلاد في ظل هذه الظروف الصعبة.