الحسيمة…لقاء تحسيسي لتحفيز الوعي بأهمية تتبع الحمل وصحة الأم

هبة بريس-فكري ولد علي

في سياق دينامية تعزيز الصحة الأمومية والطفلية، احتضنت مدينة الحسيمة اجتماعًا تنسيقيًا هامًا يجسد التفاعل الميداني بين مختلف الفاعلين في القطاع الصحي، وذلك في إطار تنفيذ “استراتيجية التواصل من أجل التغيير السلوكي والاجتماعي 2023-2027″، التي أطلقتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بشراكة مع وزارة الصحة والحماية الاجتماعية.

اللقاء، الذي ترأسه المندوب الإقليمي لوزارة الصحة إلى جانب رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة الحسيمة، عرف حضور عدد من الأطر الطبية والتمريضية، بالإضافة إلى ممثلين عن مختلف المصالح الصحية المعنية.

وتميز هذا الاجتماع بجو من التفاعل الإيجابي والاهتمام المشترك بتعزيز مقومات الصحة الوقائية، لا سيما ما يتعلق بزيارات تتبع الحمل، والتي تشكل إحدى الركائز الأساسية للنهوض بصحة الأم والجنين وضمان بداية صحية للحياة.

في كلمته الافتتاحية، أكد رئيس قسم العمل الاجتماعي على الالتزام القوي للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية في تنزيل مشروع الصحة الجماعاتية، مشيرًا إلى الأهمية البالغة التي تكتسيها صحة الأم والطفل ضمن أولويات المرحلة، وكاشفًا عن تسخير موارد مالية هامة لتأمين نجاح هذا الورش الاجتماعي.

وشكل العرض المحوري الذي قدم خلال الاجتماع محطة غنية بالمضامين والمقاربات الحديثة، حيث تطرق إلى الجوانب الجوهرية المتعلقة بتحسين صحة وتغذية الأمهات والأطفال، بما في ذلك أهمية الرضاعة الطبيعية والتغذية التكميلية، إلى جانب عناصر من البرنامج الوطني للتلقيح، وكلها مكونات تندرج ضمن توجه استراتيجي يسعى لتكريس ممارسات صحية سليمة ومستدامة.

وقد تُوّج هذا اللقاء بوضع برنامج عمل ميداني متكامل، يستهدف إطلاق حملات تحسيسية موسعة على مستوى الإقليم، بتنسيق مع الأطر الصحية وبمساهمة فعالة من مختلف الشركاء. هذه المبادرات ستسير على نهج حملة “الألف يوم الأولى من حياة الطفل”، وستُفعل تحت شعار معبر: “بداية صحية لمستقبل واعد”، بما يعكس رؤية شمولية تروم بناء مجتمع صحي ومستدام انطلاقًا من أولى مراحل الحياة.

اللقاء لم يكن مجرد مناسبة لمناقشة برامج صحية، بل كان محطة لتجديد الالتزام الجماعي بخدمة صحة الأمهات والأطفال، وتعزيز ثقافة الوقاية، وبناء مستقبل تنموي يرتكز على أسس علمية واجتماعية متينة.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى