الدار البيضاء.. المغرب يحتفل بالتنوع الثقافي في فطور رمضاني مميز

شارك ممثلون عن الديانات السماوية الثلاث، وشخصيات من عالم الرياضة والثقافة، ودبلوماسيون من نحو عشرين بلدا، مساء أمس الأحد بالدار البيضاء، في النسخة الخامسة عشر من “فطور بصيغة الجمع”، وهو موعد سنوي يحتفي بقيم التنوع والتعدد الثقافي والعيش المشترك التي يتميز بها المغرب.

وشهدت نسخة هذه السنة، المنظمة تحت شعار “تراثنا، ذاكرة مستقبلنا”، من طرف جمعيات “مغاربة بصيغة الجمع” و”سلام ليكولام” و”دياسبورافينير”، حضور مستشار جلالة الملك والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة – موكادور، أندري أزولاي، بالإضافة إلى أكثر من 150 شخصية من مختلف الآفاق، التئموا للاحتفاء برمضان في جو من التقاسم والتنوع.

وأكد السيد أزولاي، في تصريح للصحافة بهذه المناسبة، أن هذه النسخة الخامسة عشر من “فطور بصيغة الجمع” كانت إحدى النسخ الأكثر “تأثيرا وقوة”، موضحا أنها “تجسد ماهية المغرب وما يقوم به”. وأضاف أن هذا الحدث يبرز الرسالة التي يبعث بها المغرب إلى بقية العالم في زمن يتسم بالتراجع والجمود ومحاولات الإنكار والإقصاء.

وأشار إلى أن “المغرب، بكل تبصر، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يقترح على الآخرين قصة أخرى ويقدم مستقبلًا آخر”، مشددا على أن المملكة “تفعل اليوم ما لا تفعله العديد من الدول الأخرى، أو لم تعد تعرف كيف تفعله، أو لم تعد تريد فعله”.

وأبرز، في كلمة له، أن المغرب “جعل من التنوع محركًا رئيسيًا لمقاومته وحداثته”، مشيدا بـ “صمود” المغرب الذي “رفض كل تلك التراجعات والإغراءات الفتاكة وأشكال التطرف الذي كنا نعتقد أنها انتهت تماما”.

واعتبر مستشار جلالة الملك أن المغرب “يمتلك تلك القدرة على البقاء كما هو وعدم الانجراف وراء الرياح السيئة التي تستشري في كل مكان”، مؤكدا أن احترام “ممارسة الاختلاف” هي في صلب الحضارة المغربية.

وفي السياق ذاته، قالت الرئيسة المشاركة لجمعية “سلام ليكولام”، كاتيا بيتون، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن “+فطور بصيغة الجمع+ يمثل بالنسبة لنا جميعا لحظة مميزة للالتقاء والتقاسم، تتجاوز معتقداتنا الدينية”.

وتابعت “إنها فرصة لتجسيد هوية المغرب، ونمط التعايش والانسجام والسلام الذي يتميز به”، مشيرة إلى أنه “في عالم يتسم بالهواجس والتناقضات، ينبغي التشبث بنقاط التقاء قناعاتنا وإيماننا”.

وأكدت السيدة بيتون أن “تراثنا المشترك، وتاريخنا، وقيمنا، وتربيتنا، كلها عوامل ستساهم في إثراء بيئتنا وجعلها أكثر هدوء، وكذا في تشكيل الأجيال المقبلة”.

من جانبها، عبّرت الرئيسة المشاركة لجمعية “سلام ليكولام”، عالية غولي، عن سعادتها بنجاح هذه النسخة الخامسة عشر، معربة عن اعتزازها برؤية كل هذه الشخصيات المنتمية إلى عوالم الثقافة والرياضة والسياسية، بالإضافة إلى شباب يحملون راية السلام والعيش المشترك، ويواصلون إحياء هذه التقاليد التي تشكل جزءً من هوية المغاربة.

وتميزت هذه الأمسية، التي أدارها رئيس جمعية “مغاربة بصيغة الجمع”، أحمد غيات، بأداء رائع للنشيد الوطني المغربي من قبل الفنانة نبيلة معن، بالإضافة إلى تكريم عدد من سفراء التراث المغربي المتميزين، مثل خديجة بنسديرة (سفيرة فن الطبخ المغربي) وألبير واكنين (تراث اللباس المغربي).

وشكّل هذا الفطور، كذلك، مناسبة لتسليم “أوشحة السلام” إلى كل من حنا أسولين، وسونيا التراب، وصابرينا أزولاي، وهن ثلاث ناشطات مرشحات لجائزة نوبل للسلام، تقديرًا لجهودهن كـ”محاربات من أجل السلام”.

(ومع)



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى