
مادامت الجزائر تتغنى بمبدأ الحياد.. فلماذا تحشر أنفها في قضية الصحراء المغربية؟
محمد منفلوطي_ هبة بريس
بعد الصفعة المزلزلة التي تلقاها نظام الكابرانات إثر الاعلان عن القرار التاريخي والموقف الثابت للرئيس الأمريكي”دونالد ترامب” في ولايته الثانية والذي أعاد التأكيد مجددا على موقف بلاده الداعم لمغربية الصحراء وتثبيت خيار الحكم الذاتي كحل منصف وعادل لانهاء هذا الصراع الإقليمي، ( بعد هذه الصفعة القوية)، خرج نظام الجارة من جديد لينذب حظه العاثر بعد تعثر مناوراته البائسة، إذ أعلن من خلال بيان محتشم لوزارة الشؤون الخارجية لبلاده، عن أسفه لتأكيد هذا الموقف من قبل عضو دائم في مجلس الأمن يفترض فيه الحرص على احترام القانون الدولي بشكل عام وقرارات مجلس الأمن بشكل خاص في إشارة إلى القرار الأمريكي.
فمن خلال قراءة أولوية لهذا البيان المحتشم الغير الجريء في مواجهة القرار الشجاع للرئيس ترامب، يتبين أن نظام الجزائر يعزف على وثرين على ذات النغمة، فهو تارة يؤكد وقوفه على مسافة واحدة بين طرفي النزاع، وفي ذات الوقت يحشر أنفه كلاعب رئيسي من خلال الدفع بجبهة البوليساريو على ساحة الواجهة، في خطوات مفضوحة عرت واقعتهم وكشفت حقيقتهم بأنهم طرف رئيسي في الصراع المفتعل حول مغربية الصحراء، تماشيا و المثل القائل: ” خلي الكذّاب حتى ينسى عاد سوليه”.
بيان الكابرانات المحتشم، يعطي مساحة واسعة للمحللين والخبراء وصناع القرار السياسي على الساحة الدولية للنقاش حول دور الجزائر المحوري في افتعال هذه الأزمة، ذلك ما يظهر جليا من خلال نبرة البيان التي ترى في الموقف الأمريكي التاريخي، موقفا على حد تعبير بيان الكابرانات لا يخدم بالتأكيد قضية تسوية هذا النزاع.
لكن السؤال المطروح، هو أن مادام نظام الكابرانات يتبجح في أكثر من مناسبة بأنه طرف محايد ويقف على مسافة واحدة، فلماذا تُزعجه مثل هذه القرارات الصادرة عن دول لها وزن سياسي على الساحة الدولية؟
وهذا ما يُفسر، بأن هذا الصراع المفتعل ما هو إلا صنيعة لهذا النظام المتهالك، الذي يجد في قضية الصحراء المغربية، الفرصة المواتية لتصريف مشاكله الداخلية والاستمرار في “نهب” ثروات شعبه من عائدات الغاز والبترول تحت طائلة السباق نحو التسلح، وعن أي تسلح يتحدث، والمغرب في أكثر من مناسبة يُعلن عن سياسة اليد الممدوة سلاما وأمنا للجيران…
نقول لهذا النظام المتهالك، بأن عالما جديدا بات يتشكل حاليا، برؤى واستراتيجيات جديدة، بأبعاد اقتصادية وسياسية وثورة تكنولوجية بذكاء اصطناعي خارق، وهو ما يتطلب من هذا النظام الكابراني تغيير سياساته والقطع مع ثقافته البائدة التي طالما انتهجها في تعاطيه مع مختلف القضايا سواء على الساحة الإقليمية أو الدولية، وأن سياسته هاته لم تعد تجدي نفعا، وما عليه سوى أن يُغير من أحلامه وطموحاته ويستيقظ من غفلته قبل فوات الأوان، وأن يقبل بصدر رحب بأن ملف الصحراء المغربية قد حُسم وطُوي، وأن أقاليمنا الصحراوية باتت قبلة للباحثين عن الاستثمارات والشراكات ذات النفع المشترك، بغية تحقيق الأمن السياسي والغذائي والصحي والحقوقي لشعوب المنطقة ودول الساحل…
نقول لهذا النظام المتهالك، لقد رُفعت الأقلام، وجُفت الصحف، وظهر البرهان، بأن سياسة حكام الجزائر لم تعد تخفى عن أحد، بل أضحت سياسة واضحة وضوح الشمس بعد أن كانت في السابق تُدار داخل الكواليس بمسميات عدة ” الحياد والوقوف على مسافة واحدة بين طرفي النزاع وغيرها من المصطلحات المفبركة”، والتي ومع مرور الزمن حتى انكشفت نوايا من هندسوا لها وأنفقوا الغالي والنفيس من عائدات البترول والغاز وتركوا الشعب في طوابير طويلة ومملة ينتظر قطرة حليب أو كيس عدس وحمص جاف….
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X