مدرسة الخنساء بسطات.. معلمة تاريخية تُعاني مرارة الإغلاق

محمد منفلوطي – هبة بريس

نعم، هي مدرسة الخنساء الإبتدائية بمدينة سطات، أو مدرسة البوسطة… بناية شامخة تختزل العديد من الذكريات الجميلة، معلمة تربوية تاريخية تتحدى الزمن، وتنذب حظها العاثر عن ذكريات جميلة قد مرت..

هي مدرسة الخنساء محبوبة الجميع هنا بعاصمة الشاوية، ولاسيما بين صفوف الجيل الذهبي الذي احتضنته احتضانا وكانت سببا في تلقينه أبجديات قواعد التربية والتعليم شعارهم حينها ” مدرستي الحلوة، مدرستي الحلوة، مدرستي جنة فيها تربينا، قولوا معانا يا ليتحبونا، تحيا مدرستي أمي الحنونة”.

هاهي ” مدرسة الخنساء” اليوم، تعاني، ويطالها الاهمال والتهميش والاغلاق إلى أجل غير مسمى، دون تحريك الساكن، ودون خطوة جريئة لإعادة فتح أبوابها للناشئة..

هاهي اليوم تحولت إلى أطلال وخراب، ومكان مهجور، وكأن عيون ” أبطال العقار” تراقبها عن بعد وتنتظر الفرصة للنيل منها..

هي صرخة مدوية لكل من له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، لاتخاذ قرار شجاع جريء لإعادة الروح لهذه المعلمة التاريخية..

نادية فضمي رئيسة جماعة سطات، وفي اتصال هاتفي بهبة بريس، قالت إنها حاولت معالجة وضعها القانوني خلال ترأسها للجنة الشؤون الاجتماعية والثقافية والرياضية خلال المجلس السابق، وذلك من خلال ابرام شراكة بين المديرية الإقليمية للتعليم، ومجلس الجهة وباقي المتدخلين، مشيرة أن موقفها هذا لازال ثابتا وهي في انتظار أن تتفاعل باقي الجهات المعنية..

من أبرز المتفاعلين حول هذا الموضوع، نجد الأستاذ رئيس مصلحة تأطير المؤسسات التعليمية بمديرية التعليم بسطات “شرف الدين لحليمي” الذي كتب معلقا: ” فعلا بناية جميلة ، في قلب المدينة سطات ، مدرسة يعود بناؤها الى ثلاثينيات القرن الماضي…كان بالامكان ترميمها، على شاكلة العمارات والبنايات التي تم ترميمها بشارع محمد الخامس والأمير مولاي عبد الله بمدينتي الرباط والدار البيضاء !!! ولكنه الاهمال !!! هل من منصت ؟؟!!.

الحاج بن الزين وهو أستاذ سابق بثانوية الرازي بسطات، بدوره تفاعل مع الموضوع قائلا: تحية للجميع.. هل تعلم بأنني درست بهذه المدرسة التي كانت تحمل اسم مدرسة البوسطة سنة 1957 قسم التحضيري، وهل تعلم بأنه كانت تقدم لنا وجبة الفطور قبل بداية الدراسة للجميع وبدون استثناء،..هذه الطريقة لم يبق لها أثر في جميع المدارس.. أتمنى وبكل صدق أن تعود مدرستي جميلة كما كانت ،،،تحياتي”.

فيما علق الأستاذ حسن باحية وهو مدير مدرسة 20 غشت سابقا بالقول: ” شكرا لك لاثارتك لهذا الموضوع، فعلا معلمة تاريخية طالها الإهمال، مساحة لابأس بها موقع ممتاز وبالتالي يمكن استغلالها لأغراض تربوية أو اجتماعية ولم لا كمركز استقبال..”.

فيما علقت سيدة أخرى بالقول: ” شكرا لطرحكم موضوع هذه المؤسسة الرائعة لقد كنت تلميذة بها مدة ست سنوات على يد خيرة الأساتذة منهم أستاذ كاميلي والأستاذة الثقافي و غيرهم من الأطر التربوية.. أمس كنت قريبا منها، وتمنيت أن تعود مدرسة الخنساء لماضيها العريق في صقل المواهب ونشر العلم والمعرفة ، نتمنى من الجهات المسؤولة العمل على ترميمها وإعادة استغلالها كما كانت قديما .

فيما علق آخر بالقول: ” مع الأسف أتعمد المرور من هناك لمجرد الأسف على ما أصبحت عليه و أتسائل كيف لمعلمة تاريخية ذات موقع استراتيجي أن يتم اهمالها وعدم ترميمها وإعادة الحياة إليها؟؟؟ نتمنى جديا أن يتم التفكير في إعادتها ضمن قائمة المؤسسات الابتدائية بسطات”.

قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى